Tuesday, July 26, 2011

معبد ابوسمبل والمعجزه الفلكيه فى تعامد الشمس

معبد ابوسمبل من الداخل




إن معبد أبو سمبل هو أكبر معبد منحوت في الصخر في العالم ، ويعتبر آية في العمارة والهندسة القديمة . فقد نحت في قطعة صخرية على الضفة الغربية للنيل في موضع غاية في الجمال. ومن الصعب أن نتصور لماذا توجد مثل هذه العمائر الضخمة في منطقة بعيدة في البلاد ، ولذلك تعليلان: إما أن يكون تل أبو سمبل له قدسية ما ، أو أن الفرعون أراد أن يبهر جيرانه في منطقة قريبة من الجندل الثاني فيريهم قوته وثراءه . 
وهناك أدلة على أن أصل الفكرة في تشييد معبد في أبي سمبل كانت لسيتي الأول ولا شك أن جزءاً كبيراً من الداخل كان قد نحت قبل أن يعتلي رمسيس الثاني العرش ولكن إلي أي مدى كان سيتي مسئولاً عن الشكل الأخير وخاصة الواجهة هذا ما لا نعرفه . وكالعادة لا يرجع رمسيس أي فضل لمن سبقوه . 
وقد قام أسرى الحرب ببناء المعبد وأنهوا عملهم قبل سنة 1259 ق.م وكرس هذا لعبادة "رع حر ما خيس" مثل معابد عديدة في النوبة . وهذا الإله قد اندمج مع الشمس ويصور عادة على هيئة بشرية ورأس صقر مرتدياً قرص الشمس ، والغرض من المعبد ومكانه هو عبادة الشمس . 
وأهم ملامح واجهة المعبد ضمن التماثيل الأربعة الضخمة للملك التي نحتت في صخر التل. وهذه التماثيل الجالسة ، اثنان على كل جانب من جوانب المدخل ترتفع أكثر من 65 قدماً وتمثل الملك رمسيس مرتدياً التاج المزدوج لمصر ، وعلى كل تمثال وبين الأرجل نجد تماثيل للملكة نفرتاري "جميلة الجميلات" وبعض الأطفال الملكيين ومع أنهم مثلوا بحجم كبير إلا أن شكلهم يبدو صغيراً بالنسبة للتماثيل الفخمة . وكل من المجموعات الأربعة تقف على قاعدة عالية نقش عليها خرطوش رمسيس ومجموعة من الأسرى الآسيويين والزنوج . أما العروش التي على شكل صندوق والتي تجلس عليها التماثيل فقد نقشت بالمجموعات التقليدية التي تمثل اتحاد الأرضيين والواجهة التي تكون المنظر الخلفي للتماثيل الأربعة فقد نحتت على شكل صرح ذي كورنيش نقش عليه صف من القرود مرفوعة الأذرع إلي أعلى على هيئة تمثالاً لإله الشمس "رع حور ما خيس" له رأس الصقر الذي خصص له المعبد .
ويوصل المدخل إلي بهو كبير به صفان من أربعة أعمدة مربعة تتكئ عليها تماثيل ضخمة للملك واقفاً مرتدياً التاج المزدوج وحاملاً العصا والمذبة ولقد كسيت الأعمدة وجدران البهو الذي يصل ارتفاعه إلي 30 قدماً بمناظر ونصوص دينية وأعمال الملك الحربية في نضاله ضد الحيثيين في سوريا والكوشيين في السودان أما السقف فزين بمناظر تقليدية وهي الخرطوش والعقاب ذو الجناحين الممدودين .
ونجد في الجدارين الشمالي والغربي مداخل تؤدي إلي مجموعة من الحجرات كانت تستعمل غالباً كمخازن للكهنة فمناظر الجدران كلها دينية .
أمام الباب الأوسط في الجدار الغربي فيوصل إلي بهو صغير تحمل أسقفه أربعة أعمدة مربعة فيوصل إلي بهو صغير تحمل أسقفه أربعة أعمدة مربعة والمناظر كلها في هذا البهو ذات طابع ديني . وتصل بعد ذلك إلي غرفة صغيرة توصل إلي قدس الأقداس الذي يحوي ثلاثة أبواب في الجدار الغربي اثنان على جانبي الدار توصلان إلي حجرات غير منقوشة وأما الوسطى والتي تستند إلي محور المعبد المستقيم فتوصل إلي قدس الأقداس ، وفي الجدار الغربي لقدس الأقداس نجد أربعة تماثيل جالسة نحتت في الصخر ، وهي تماثيل حور ـ أختى ـ وبتاح ورمسيس الثاني نفسه مع الإله آمون رع إله الشمس ، وفي وسط الحجرة نجد أمامهم مائدة قرابين غير منقوشة وكانت الضحايا والقرابين تقدم عليها عندما كان نور الشمس المشرقة يدخل بعد الفجر .
ومن أهم المظاهر التي تميز هذا المعبد عن غيره من معابد المصريين القدماء دخول أشعة الشمس في الصباح المبكر إلي قدس الأقداس ووصولها إلي التماثيل الأربعة ، فتضئ هذا المكان العميق في الصخر والذي يبعد عن المدخل بحوالي ستين متراً . ففي عام 1874م قامت المستكشفة الآنسة اميليا ادوارذ والفريق المرافق لها في رصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899م (ألف ميل فوق النيل) كما يلي : تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها ، فإن أي مشاهد إذا لم يراقب سقوط أشعة الشمس هذه يساوره شك في أثرها القوي المحسوب بدقة حسب علم الفلك والحساب عند قدماء المصريين حيث حسب بدقة ووجه نحو زاوية معينة حتى يتسنى سقوط هذه الأشعة على وجوه التماثيل الأربعة .
ففي الساعة السادسة وخمس وعشرين دقيقة في يوم 21 فبرار ، أو الساعة الخامسة وخمس وخمسون دقيقة في يوم 21 أكتوبر بالضبط من كل عام يتسلل شعاع الشمس في نعومة ورقة كأنه الوحي يهبط فوق وجه الملك رمسيس ويعانقه ويقبله ، فيض من نور يملأ قسمات وجه الفرعون داخل حجـرته في قدس الأقداس في قلب المعبد المهيب ، إحساس بالرهبة والخوف ، رعشة خفيفة تهز القلب ، كأن الشعاع قد أمسك بك وهزك من أعماقك بقوة سحرية غامرة ، أي سحر وأي غموض يهز كيانك وأنت تعيش لحظات حدوث المعجزة ، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكوناً حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس .
أليس غريباً حقاً ألا تتغير حسابات الكهان والمهندسين والفنانين ورجال الفلك المصريين عبر مشوار من الزمن طوله أكثر من ثلاثة آلاف وثلاثمائة سنة
.
من المعلوم أنه نتيجة للحركة الحقيقية لدوران الأرض في مدار شبه دائري حول الشمس ، فإنه يتبعه حركة ظاهرية لدوران الشمس على ما يسمى بدائرة البروج السماوية وهي دائرة تميل بمقدار 23.5 درجة على ما يسميه الفلكيون دائرة الاستواء السماوي ، لذلك فإن للشمس حركة يومية للمكان التي تشرق منه على الأفق ، فهي تشرق من اتجاه الشرق الحقيقي يومي 21 مارس ، و 23 سبتمبر من كل عام وهما بداية الربيع والخريف .
أما في فصلي الربيع والصيف فإنها تشرق من ناحية الشرق مع انحرافها لبضع درجات ناحية الشمال حيث تبلغ قيمة هذا الانحراف أقصى ما يمكن يوم 21 يونيو ومقداره 23.5 درجة من ناحية الشمال ، أما في فصلي الخريف والشتاء فإنها تشرق من ناحية الشرق مع انحرافها لبضع درجات ناحية الجنوب حيث تبلغ قيمة هذا الانحراف أقصى ما يمكن يوم 21 ديسمبر ومقداره 23.5 درجة ناحية الجنوب .. وبالتالي فإذا كان هناك ممر طويل على الأفق ومغلق من ناحية الغرب فإن أشعة الشمس سوف تتعامد على جداره المغلق مرتين كل عام إذا كان محور هذا الممر في اتجاه الشرق أو منحرفاً عنه ناحية الشمال أو الجنوب بزاوية مقدارها 23.5 درجة كحد أقصى . 
لذلك فدخول أشعة الشمس إلي معبد أبو سمبل مرتين في العام وتعامدها على التماثيل الأربع في قدس الأقداس هذا أمر طبيعي لأن درجة انحرافه عن الشرق الحقيقي هو عشر درجات ونصف ناحية الجنوب .
لكن تبقى المعجزة .. إذا كان يومي تعامد الشمس مختاراً ومحددين عمداً قبل عملية النحت .. لأن ذلك يستلزم معرفة تامة بأصول علم الفلك .. وحسابات كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق .. بجانب المعجزة في المعمار بأن يكون المحور مستقيم لمسافة أكثر من ستين متراً ولا سيما أن المعبد منحوت في الصخر ؟!! .
قيل أن يومي 21 فبراير ، و21 أكتوبر هما عيد ميلاد جلوس رمسيس الثاني على العرش .. مع أنه ليس هناك أي مرجع تاريخي يؤكد أو حتى يشير إلي هذا القول .
يؤكد تساؤلنا هذا .. ما ذكرته بعض المراجع بأن هناك أدلة على أن أصل الفكرة في تشييد معبد في أبو سمبل كانت لسيتي الأول ، وأن جزءاً كبيراً من الداخل كان قد نحت قبل أن يعتلي رمسيس الثاني العرش .
وفي اعتقادي بأن هذان اليومان بداية موسم الزراعة عند قدماء المصريين (21 أكتوبر) بعد انحسار مياه الفيضان والتي كانت تغرق كل الأراضي القابلة للزراعة وبداية موسم الحصاد (21 فبراير) لبعض المحاصيل التي يمكن أن تُأكل وهي خضراء كالبصل والفول الأخضر . وهما بلا شك يومان مهمان في حياة الإنسان المصري القديم عندما كانت تزرع الأرض لمرة واحدة في العام على نظام الري بالحياض . وقد أكد هذا الاعتقاد ما كتبه "كنت كتشن" في بداية الفصل الرابع من كتابه (رمسيس الثاني فرعون المجد والانتصار) بأنه ما كاد تشرق شمس يوم 27 من شهر الصيف الثالث (أوائل يونيه 1279 قبل الميلاد) حتى أعلن تتويج الملك رمسيس الثاني بعد وفاة والده الملك سيتي الأول .
والآن ننتقل إلي التقرير الجيولوجي عن المعبد والذي أعده مكتب استشاري فرنسي بناء على طلب اليونسكـو والحكومة المصرية ونشر بباريس في أكتوبر 1960م ، يقول التقرير في الفصل الثالث ـ الجزء الثاني عشر ما نصه : هناك احتمال قوي بأن محور المعبد الكبير بأبو سمبل لم يتم اختياره عمداً بواسطة المعماريين والمهندسين المصريين القدماء بل أنه فرض عليهم نتيجة لتركيبات جيولوجية داخل الصخر ، كما أن التقرير يذكر بأنه ليس هذا هو الحالة الوحيدة بل أن محور معبد هاتور آلهة الحب والجمال عند قدماء المصريين فرض على المعماريين القدماء أيضاً لأسباب جيولوجية تتعلق بعروق الصخر .
لقد كانت الشمس هي المعبود الأول عند قدماء المصريين وكان قرص الشمس"رع" هو أكبر آلهتهم ، وقد أقاموا له المعابد وقرنوا أسمه بأسمائهم واتخذوا من مدينة عين شمس مركزاً لعبادته ، وكان الغرض من نحت معبد أبو سمبل في جبل صخري وفي مكان نائي مقدس لهم ، هو عبادة الشمس عند شروقها . لذلك ومنذ عصر ما قبل بناء الأهرامات أهتم المصريون القدماء بتتبع حركة الشمس بين النجوم ورصدها رصداً دقيقاً منتظماً .
ومن الأدلة البارزة على دقة ارصادهم وسبق غيرهم في رصد ودراسة حركات الأجرام السماوية دراسة عميقة مؤسسة على أرصاد دقيقة منتظمة ، ومعرفة بأصول الرياضيات : ـ
أولاً : أنهم استخدموا تقويماً فلكياً محكماً من أقدم العصور اتخذوا فيه السنة النجمية وحدة أساسية في قياس الزمن ، وقاسوا أطوالها 365.25 يوم بظاهرة الاحتراق الشروقي للشعرى اليمانية وكان ذلك يحدث وقت فيضان النيل ، وتدل نقوشهم على أنهم عرفوا ذلك قبل بناء الأهرامات ، وابتكروا السنة المدنية وقسموها إلي اثنتي عشر شهراً كل منها ثلاثين يوماً يضاف إليها خمسة في نهاية العام نسئ تقام فيها أعيادهم . أما معاصريهم من الرومانيين واليونانيين والآشوريين كانوا يتخبطون في محاولات لربط أوائل الشهور القمرية بأوائل الشهور المدنية . ويدلنا هذا على أنهم عنوا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة منذ أقدم عصور التاريخ واستنبطوا من ذلك طول السنة النجمية وليس في هذا ما يدعوا إلي الغرابة فقد كانت الشمس أهم معبوداتهم .
ثانياً : بناء الأهرام كمقابر للملوك نظراً لإيمانهم بالبعث . فيلاحظ في بناء الأهرام أنها أقيمت عند خطي عرض 30 5 شمالاً على حافة المستوى الصخري وليس في وسطه ، وأضلاع قواعدها تنطبق مع الاتجاهات الأصلية لأقرب خمس دقائق قوسية بآلاتنا الحديثة . وتتساوى أضلاعه إلي أقرب عشرين سنتيمتراً وكذلك فإن ممراتها المائلة تنطبق على المستوى الزوالي ، وتضئ الشمس خلال سبعة أشهر نصفها قبل ونصفها بعد الانقلاب الصيفي الأوجه الأربعة عندما يكون على خط الزوال ، وقد استنتج بعض الفلكيين حالياً أن الممرات الداخلية كانت تستعمل كآلات زوالية لرصد النجوم وأن ضوء الشعرى اليمانية كان عمودياً على الوجه الجنوبي للهرم الأكبر عام 2700 قبل الميلاد .
وتدلنا هذه الدقة في تعيين الاتجاهات وتحديد المواقع إذا ما قيست بصعوبتها في الوقت الحاضر باستعمال الأجهزة الحديثة على أن الكهنة المصريين الذين كانوا يشرفون على بناة الأهرام لابد وأنهم استعانوا بالأرصاد الفلكية في تعيينها
.
ومن آثارهم التي تدل على عنايتهم بدراسة الأجرام السماوية صور البروج النجومية التي يحلى بها سقف معبد دندرة والموجودة الآن في متحف اللوفر بباريس والنقوش على جدرانه التي تبين ساعات النهار والليل وأوجه القمر ومسار الشمس بين النجوم
.
وقد قمنا بتصميم برنامج للحاسب الآلي وتغذيته بمعطيات وبيانات فلكية وجغرافية وطبوغرافية وذلك لحساب زوايا ارتفاع الشمس فوق الأفق سمت السموات (الأفقية) لمعبد أبو سمبل لكل يوم على مدار العام ، وكذلك حساب الزوايا الأفقية للشمس المشرقة عند خطوط العرض المختلفة لمصر القديمة بداية من خط عرض 20 درجة حتى 35 درجة . 
واتضح من الحسابات بأن فروق الزوايا الأفقية للشمس المشرقة في أيام التماثل يومي 21 فبراير و 21 أكتوبر تضييق كلما اتجهنا جنوباً فهي لمنف 9.2 دقيقة قوسية ولطيبة 7.5 دقيقة قوسية ، ممـا قد يشير بأن اختيار المعبد في الجنوب قد يكون راجع لأسباب فلكية ومعمارية بجانب قدسية المكان ، والزاوية الأفقية هي زاوية انحراف الشمس عن الشمال الجغرافي مقاسة في اتجاه الشرق وهي الزاوية التي يجب أن ينطبق عليها تماماً اتجاه محور المعبد يومي 21 فبراير و 21 أكتوبر لكي تتم ظاهرة تعامد الأشعة على قدس الأقداس عند شروق الشمس . حيث أن زاوية انحراف محور المعبد عن الشمال الجغرافي هي مائة درجة وثلاثة وثلاثون دقيقة قوسية وثلاثة وثلاثون ثانية قوسية مقاسة في اتجاه الشرق قبل نقل المعبد لأعلى الهضبة خلال الستينات من هذا القرن لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي ، كما يجب التنويه بأن عملية نقل المعبد ثم إعادة تركيبه تمت بدقة متناهية لتعتبر عملاً هندسياً معمارياً لم يسبق له مثيل .
كما اتضح من الحسابات بأن الشمس من المفروض أن تشرق على معبد أبو سمبل يوم 21 فبراير الساعة السادسة واثنين وعشرين دقيقة لو لم يكن هناك حاجب طبوغرافي لها على الأفق الشرقي .
لكن من الثابت أن الظاهرة تحدث عند الساعة السادسة وست وعشرين دقيقة وعندما تتطابق الزاوية الأفقية للشمس مع زاوية اتجاه محور المعبد تماماً ، حيث أنه خلال هذه الدقائق الزائدة تكون الشمس ارتفعت فوق الأفق بمقدار 34 دقيقة قوسية وأصبحت التلال التي في الجهة الشرقية للنيل لا تحجب وصول أشعتها للمعبد ولقدس الأقداس . فهناك إذن علاقة ما بين ارتفاع التلال الشرقية وزاوية اتجاه محور المعبد .
وهذا الاستنتاج الأخير يؤكد بأن اتجاه محور المعبد كان مختار بدقة متناهية ومحدد مسبقاً قبل عملية النحت لتحقيق ظاهرة تعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس يومي 21 فبراير و 21 أكتوبر ، من كل عام وأن الحسابات أجريت على أسس وأصول فلكية وجغرافية وطبوغرافية ورياضية سليمة منذ حوالي ثلاثة آلاف وثلاثمائة عام .
نعود الآن إلي يومي 21 فبراير و 21 أكتوبر وعدم اليقين في دلالة كل منهم وهم يومين متماثلين في الزوايا الأفقية للشمس المشرقة عند أبو سمبل ، ونود القول بأن هناك أيام متماثلة أخرى مثل يومي 22 فبراير و 20 أكتوبر ، وأن فروق الزوايا الأفقية للشمس المشرقة بين هذه الأيام الأربع الأخيرة لا تتعدى عشرين دقيقة قوسية ومن المحتمل أن تكون هذه الأيام الأربع الأخيرة لها دلالة في التاريخ المصري القديم بجانب احتمال اليومين الأساسيين وهما 21 فبراير و 21 أكتوبر .
كما نود القول بأن محور المعبد قبل نقله لأعلى الهضبة ليس بالضرورة تماماً هو نفس الاتجاه في سنوات تشييد المعبد منذ ثلاثة آلاف وثلاثمائة سنة حيث يمكن أن يكون هذا الاتجاه قد تغير بمقدار لا يزيد عم عشرين دقيقة قوسية وذلك لأسباب فلكية وهي تغير الشمال الجغرافي نتيجة لدورة النجم القطبي الشمالي الحقيقي للأرض دورة كل اثنين وعشرين ألف سنة ولا سيما أن أرصاد الفلكيين المصريين القدماء كانت معتمدة على رصد النجم القطبي الشمالي ، وليس هذا بيت القصيد الأساسي ، حيث أثبتت الدراسات أن هذا التأثير صغير ، لكن التأثير الأقوى هو تحرك القشرة الأرضية في مصر نتيجة لتزحزح القارات وهذا ما أثبتته الدراسات الجيوفيزيائية الحديثة بقياس التثاقلية الأرضية حول بحيرة السد العالي ، كذلك الدراسات الفضائية الحديثة باستعمال أجهزة الليزر في رصد الأقمار الصناعية للاستفادة منها في مجال الجيوديسيا ، كما أن المنطقة حول بحيرة السد العالي يوجد بها نشاط زالزالي منذ قديم الزمن نتيجة لفالق كلابشة الطبيعي فقد حدث زلزال عام 1210 قبل الميلاد أدى إلي تحطيم أحد التماثيل الأربع الموجوة في واجهة المعبد أثناء حكم سيتي الثاني حيث قام هذا الملك بترميم أول التمثالين الواقعين على شمال البوابة والذي بدأت عليه بعض علامات التلف .
كما نود أن نشير أيضاً إلي أن أضلاع قواعد الأهرامات تنطبق مع الاتجاهات الأصلية لأقرب خمس دقائق قوسية بآلاتنا الحديثة كما أسلفنا الذكر ، إلا أن هناك بحوث حديثة تشير إلي أن هذا الفرق الصغير جداً لا يزيد عن خمس دقائق قوسية ليس نتيجة عيب في البناء أو خطأ من المعماريين القدماء ولكنه نتيجة لتحركات القشرة الأرضية في مصر السفلى ، وأن هذه التحركات أكبر في قشرة أرض مصر العليا .




المعبد من الداخل وقت تعامد اشعه الشمس

معبد ابو سمبل من الخارج




اهرامات الجيزه

ان اهرامات الجيزه من اروع واعظم ابداعات الحضاره المصريه القديمه التى ادهشت العالم باسرارها وسحرها وقوتها . الاهرامات احد عجائب الدنيا السبع فهى اعظم البنايات الاثريه فى العالم . فهى بنايات اثريه ملكيه بناها القدماء المصريين فى الفتره من سنه 2630 وحتى سنه 1530 ق.م . وقد تطورت طريقه بناء الاهرامات حينها فبدات بالاهرام المتدرجه مثل هرم زوسر بمنطقه سقاره ثم الاهرامات مسحوبه الشكل كاهرامات الجيزه الثلاث . وكان الفنانون المصريون ينقشون على جدران المقابر الملكيه بالهيروغليفيه وهذه النصوص عرفت بنصوص الاهرام . وكانت تبنى الاهرامات بصحراء الضفه الغربيه لنهر النيل حيث خلفها تغرب الشمس وهذا لان القدماء المصريين كانوا يعتقدون ان روح الملك الميت تترك جسده لتسافر مع الشمس كل يوم مع السماء . ومداخل الاهرامات فى وسط الواجهه الشماليه من الهرم حيث تؤدى لممر ينزل لغرفه دفن الملك التى كانت تشيد فى نقطه ما فى مركز قاعده الهرم واحيانا كانت تقام غرف مجاوره لغرفه الملك لتخزين مقتنياته والاشياء التى يستخدمها فى حياته الاخرويه .

تقع هذه الاهرامات بهضبه الجيزه بمصر وبنيت هذه الاهرامات من قبل حوالى 2500 عام قبل الميلاد . وهى عباره عن ثلاث اهرامات (خوفو – خفرع – منقرع ) . وكل من هذه الاهرامات يحمل اسم الملك الذى بناه وتم دفنه فيه بعد موته . والبناء الهرمى يدل على التطور الهندسى فى مصر الفرعونيه . فقد كان المهندس ايموحتب وزير الفرعون زوسر اول من بنى الهرم المدرج ( هرم زوسر بمنطقه سقاره ) . وبعد ذلك طور المهندس هيمونو الشكل المثالى وقام ببناء هرم الملك خوفو على مساحه 13 فدان وبعد ذلك هرمى خفرع ومنقرع .

هرم خوفو

هو اكبر الاهرامات حجما واقدمها . يصل وزن الهرم الى سته ملايين وخمسمائه الف طن مكون من احجار تزن كل منها اثناعشر طن تقريبا . ارتفاعه 148 متر ومساحه قاعدته 13 فدان ويبلغ طول كل ضلع من اضلاع قاعدته نحو 230 مترا وتبلغ كميه الحجاره التى استخدمت فى بناءه نحو 2300000 قطعه حجريه . وقد كتب " شارلز سميث " فى كتابه ميراثنا عند الهرم الاكبر فى منتصف القرن الثامن عشر تقريبا ان ( ارتفاع الهرم خوفو مضروبا فى مليار يساوى المسافه مابين الارض والشمس – مساحه قاعده الهرم مقسوما على ضعف ارتفاعه يعطينا عدد 3,14 الذى يمثل رقم لودولف الذى يستخدم فى كثير من المعادلات الرياضيه – اركان الهرم الاربعه تتجه الى الاتجاهات الاصليه الاربعه فى دقه مذهله - ومن الغريب ايضا ان المدار الذى يمر من مركز الهرم يقسم قارات العالم الى نصفين متساويين تماما) . وقد بنى هذا الهرم الملك "خوفو" الذى كان اباه الملك "سنفرو" وامه الملكه "حتب حرس الاولى" وكلمه "خوفو" هى كلمه مختصره ل " خفوم خواف ادى" اى " خفوم هو الذى يحمينى" .وعظمه هذا الهرم ترجع الى تخطبطه الداخلى المحكم والمثير للاعجاب ان بجانب الهرم توجد مقبره بها اهرام صغيره لزوجاته وامه بالاضافه الى بناء على شكل مصاطب لافراد العائله الملكيه وكبار الموظفين.و أطلق الملك خوفو على هرمه اسم "آخت خوفو" أي أفق خوفو.. وذلك للتغيرات الدينية التي حدثت في عصره.فقد أوضح شتادلمان أن خوفو قد خرج عن العقيدة المصرية ونصب نفسه إلهاً.كما ان يحيط بهرم الملك خوفو سور لا تزال بقاياه موجودة إلى الآن في الجهات الشرقية والشمالية، ويقع على مسافة 20، 10 م من قاعدة الهرم

هرم خفرع

هو احد اهرامات الجيزه بمصر بناه الملك خفرع رابع ملوك الاسره الرابعه. وهوابن الملك خوفو. وكان هذا الملك حاكما لمصر لمده 26 عاما. والهرم خفرع اقل ارتفاعا من الهرم خوفو . يصل ارتفاعه الى 143 مترا والان ارتفاعه 136 مترا مع التغيرات فى ارتفاعات مستوى سطح الارض .مساحه قاعده الهرم خفرع 215 متر مربع وله مدخلان من الجهه الشماليه . ويقع هرم خفرع جنوب غرب هرم خوفو . وطول كل ضلع 215,5 مترا . ومدخل هذا الهرم يؤدى الى ممر هابط سقفه من الجرانيت . كما اطلق الملك خفرع على هرمه باسم (العظيم) .


هرم منقرع

بناة الملك منقرع وهو ابن الملك خفرع يبلغ ارتفاعة 65,5 مترومدخلةجهة الشمال يرتفع 4 متر فوق مستو الارض ويؤدى المدخل لممر هابط طولة 31متر وزاية انحدارة بسيطة وسقفة من الجرانيت وفى نهايتة دهليز مبطن بالحجر ويؤدى الى 3متاريس بعدها حجرة الدفن.وقد لاحظ العلماء أنه يحوي فجوة دائرية صغيرة لايتجاوز قطرها 20 سم وتمكن علماء الآثار من معرفة سر وجود تلك الفجوة بعد ملاحظة دقيقة للغاية، إذ تبين أن أشعة الشمس تدخل من خلال تلك الفجوة يوما واحد فقط في السنة على قبر الفرعون من كاورع تماما والأعجب أن هذا اليوم يتفق مع عيد ميلاد الفرعون منقرع.

واطلق منقرع على هرمة اسم المقدس..

حقائق علميه عن الهرم خوفو

كان الهرم الاكبر اعلى بناء فى العالم لمده 4500 سنه واستمر كذلك حتى القرن التاسع عشر . واثبت العالم الفرنسى مدير معهد geopolymer ان الاهرامات بنيت اساسا من الطين ويفترض البحذ ان الطين ومواد اخرى اخذت من تربه نهر النيل ومزجت هذه المواد معا فى قوالب حجريه محكمه . ثم سخنت لدرجه حراره عاليه ثم شكللت الى احجار متساويه الحجم تماما . واثبت ذلك بتحليل عينه من حجر الهرم بالمجهر الالكترونى فكانت النتيجه وجود بلورات من الكورتز المتشكله نتيجه تسخين الطين ووجود ثانى اكسيد السيليكون وهذا يثبت ان الاحجار ليست طبيعيه .وصرح بانه لا يوجد فى الطبيعه مثل هذه الاحجار . وهذا كله يوكد انها صنعت من قبل الفراعنه

معجزات الاهرامات فى القران الكريم :

عندما اجتمع جمهور العلماء على عدم العثور على الدوات والسقالات التى استخدمت فى بناء الاهرامات ونقل الاحجار ورصها . وبعد اكتشاف ان احجار الاهرام ليست احجارا طبيعيه وانما هى من صنع الفراعنه . اكتشفنا ان القران الكريم قد شرح ذلك قبل كل هؤلاء العلماء . ففى الايه 38 من سوره القصص تصف دعوه فرعون ل هامان ليوقد له على الطين ليبنى له صرحا

فقال تعالى : ( وقال فرعون يايها الملا ماعلمت لكم من اله غيرى فاوقد له ياهامان على الطين فاجعل لى صرحا لعلى اطلع على اله موسى وانى لاظنه من الكاذبين ) صدق الله العظيم .


كيف بني الفراعنة الهرم!

لا بد و أن الفراعنة كانوا متقدمين جدا في فنون المعمار و من المؤكد أنهم كانوا يفوقوننا في هذة العلوم , فقد فكر بعض الباحثين في امكانية بناء هرم كهرم خوفو بإمكانيات عصرنا الحالية فوجدوا أنه سيتكلف 7.5 مليون دولار , و سيكون من الصعب جدا بناءه بنفس دقة هرم خوفو و نفس ضبط زاوية ميل الجدران 52 درجة بالضبط , و لو تم بناء ذلك الهرم فإنه لن يصمد ولو 1000 عام فقط و ليس 4600 عام مثل هرم خوفو..!!
فقبل انشاء أي مبني لابد من التصميم و الرسم أولا ثم دراسة كيفية إقامته عن طريق اختبار التربة , و مجموعة من الحسابات المعقدة لقياس القوي و الضغط علي جدران و قواعد المبني.
بعد ذلك لابد للفراعنة من حشد عدد كافي من العمال لبناء الهرم , فكم عاملا يحتاجون ؟ و كم مهندسا ؟ و من الذي سيقدم لهم الطعام و الشراب؟ , و من المعروف أن الفراعنة كانوا يعملون في السنة 3 شهور فقط هي أشهر الفيضان التي لايمكن ممارسة الزراعة فيها , وقد قال الكهنة لهيرودوت المؤرخ اليوناني عندما زار مصر بعد بناء الهرم بألفي عام , أن بناء الهرم استغرق عشرين عاما , أي ان المدة الفعلية لبناء الهرم هي 60 شهر , أي خمس سنوات فقط , و قد قدر أحد علماء الرياضيات المدة التي يستغرقها بناء الهرم بالأيدي العاملة 640 عاما..!!
ثم كذلك التساؤل عن مدي براعة هؤلاء العمال و رؤساء العمال و المهندسين الذين كانوا يضعون الحجر في مكانه بدقة بالغة ليلتصق تماما بالحجر السابق له ودون خطأ واحد

عن كيفية اعداد و جلب الأحجار :
تقطيع الأحجار: من الملاحظ أن الأحجار التي استخدمت في بناء الهرم تم تقطيعها بمنتهي الدقة لتكون ملساء تماما لضمان التصاق الأحجار ببعضها بدون وجود فراغات هوائية بينها تؤثر علي قوة الإلتصاق و دون الحاجة لاستخدام مواد أخري للصق الأحجار ببعضها.... فكيف كان الفراعنة يقطعون تلك الأحجار من المحاجر بهذه الدقة العالية ؟ هل كانوا يستخدمون مثلا الموجات فوق الصوتية ؟ أو حتي آشعة الليزر ؟ أو ربما توصلوا لوسيلة أخري نجهل عنها كل شئ ؟
مصدر الأحجار : هناك عدة نظريات بهذا الصدد :
الأولي : أن الأحجار كانت تجلب من أسوان,
الثانية : أن الأحجار كانت تجلب من محاجر طرة في الجهة الشرقية لنهر النيل ,
الثالثة: أن الأحجار تم قطعها من هضبة الجيزة نفسها ,
الرابعة : أن الهرم لم يتم بناؤه عن طريق قطع من الصخر الطبيعي و إنما من أحجار صب صنعها البناؤون المصريون من الحصي الممزوج بالكلس, و أن هذه الأحجار المصبوبة أقوي بكثير من الخرسانة التي نعرفها الآن , و أن الجزء السفلي من الهرم عبارة عن نواة صخرية طبيعية تم نحتها لتتخذ الشكل المطلوب ثم إقامة باقي الهرم عليها , أي أنه كانت توجد في هذه المنطقها مجموعة من التلال اختار خوفو أكبرهم ليقوم بنحته ليكون قاعدةَ لهرمه.
في الواقع تبدو النظريتان الأولي و الثانية بعيدتان عن التصديق حيث أجمع العلماء علي صعوبة أن تكون هذه الأحجار نقلت لمسافات طويلة و خاصة أن وزن كل واحدة عدة أطنان , وخاصة إذا كان هذا النقل سيتم عبر مسطح مائي مثل النيل...
في حين تبدو النظرية الثالثة هي الأقرب لتشابة مادة الصخور مع المادة الأصلية لأحجار هضبة الجيزة , ولكن هذا يتعارض مع كون سقف حجرة الدفن من ضخرة من الجرانيت الخالص وزنه 50 طن , و الجرانيت لا يوجد إلا في طره و في أسوان !!
والنظرية الرابعة تريحنا من التفكير في وسائل تقطيع الأحجار ووسائل نقلها , و لكن لم يستطع أحد إثباتها حتي الآن و تظل مجرد نظريات!!
كيفية نقل الأحجار ووضعها في أماكنها :
توجد الكثير من النظريات سأعرضها بإيجاز :
الأولي : أن الفراعنة قاموا ببناء طريق من الرمال بجانب الهرم يزداد ارتفاعا كلما ازداد ارتفاع الهرم وتسحب الصخور صعودا فوق هذه الطريق بواسطة الحبال وفوق قطع أخشاب تنزلق فوقها الصخور..
الثانية : دحرجة الصخور علي مجموعة من الزلاقات تحتها جذوع أشجار , ثم رفع الصخور لأماكنها باستخدام نظام معقد من البكرات.
الثالثة :عن طريق الطائرت الورقية !!! و ذلك أن واحدة من العلماء لا حظت كتابات هيروغليفية تظهر صفا من الرجال يقفون في وضعية غريبة ويمسكون بحبال تقود بواسطة نوع معين من النظام الميكانيكي الى طائر عملاق في السماء.. واتضح انها طائرة ورقية عملاقة تستعمل لرفع الكتل الثقيلة.. فانطلقت في تجربة بعد ان استثير فضولها للبحث في مدى واقعية هذه الامكانية فحاولت مع بعض الاصدقاء ان ترفع قطعة خشب طولها 25 متراً وكتلة أسمنتية تزن 150 كغم بواسطة طائرة ورقية عادية اشترتها من احد المتاجر وقد نجحت في ذلك , و توالت التجارب بعد ذلك , و استطاعت رفع مسلة تزن 35 طنا باستخدان طائرة ورقية عملاقة و مجموعة من البكرات , وتعتمد فكرة ذلك علي الإعتماد علي قوة دفع الرياح في تسهل حمل الصخور ونقلها !!
الرابعة : عن طريق الروافع الهيدروليكية ! وهي النظرية الخاصة بــ د.أسامة السعداوي و ستعرض بالتفصيل في المشاركة التالية.
الخامسة : أن الفراعنة كان عندهم علوم متقدمة جدا لا نعلم عنها شيئا و أنه كانت لديهم معدات ثقيلة و أدوات أخري مكنتهم من القيام بذلك , و بالنظر إلي أحد روايات هيرودوت أن الكهنة كانوا يرفعون المعادن عن الأرض بمجرد الإشارة إليها , نجد أن الفراعنة ربما قد توصلوا إلي إلغاء الجاذبية الأرضية و استخدموا ذلك في رفع الأحجار..!! , و بإمكاني أن أتخيل مجموعة من الكهنة يقفون و يشيرون بعصيهم فتخرج الصخور وحدها من هضبة الجيزة لتستقر كل واحدة في مكانها!!! , و لكن لو كان الأمر بهذه السهوله لما استغرقوا 20 عاما في بنائها ...!!
السادسة : أن الفراعنة ليسوا هم بناة الأهرام و إنما قام ببنائها كائنات فضائية , أو أن حضارة أخري مثل حضارة أطلانطس علي سبيل المثال , و لواضعي هذه النظريات مجموعة من الدلائل مثل نقوش فرعونية في أماكن مختلفة من العالم , نقش يمثل أهرامات الجيزة من الجو موجود بأحد معابد الهند القديمة وجود علاقة ما بين حضارة الفراعنة حضارة المكسيك و أن هذا الرابط قد يكون هو قارة أطلانطس الغارقة .... إلي آخر هذا الكلام الغير موثق و الذي لم أجد في أي من الكتب التي تتحدث عنه صورة توضيحية أو عنوان واضح لأماكن هذه الدلائل التي ذكروها , وقد تحدث أنيس منصور بشئ من التفصيل عن هذه الأشياء في كتابيه الذين هبطوا من السماء, و الذين عادوا إلي السماء.... و شعوري الخاص أن غرض واضعي تلك النظريات هو سرقة انجاز الأهرامات من الفراعنة.
بالنظر إلي جميع تلك النظريات نشعر أن موضوع بناء الأهرامات غامض و معقد إلي أبعد حد , فكل النظريات تبدو عسيرة التصديق , فبالنسبة لنظرية الأولي أجمع أغلب العلماء أن انشاء منحني رملي مثل هذا يعد معجزة هندسية أكبر من معجزة الهرم , و أنه سيحتاج مجهود ضخم لإقامته , و مجهود أضخم لإزالته.
و بالنسبة لجذوع الأشجار التي كانت تدحرج تحت الصخور.. من أين كانوا يأتون بكل هذه الكميات من جذوع الأشجار ولا توجد في مصر غابة وا حدة ؟! ,
و بالنسبة للنظرية الثانية فقد ثبت بالفعل أن الفراعنة كانوا يعرفون البكرات , ولكن هذا سيحتاج لمجهودات عضليه كبيرة , والنظرية الثالثة قد تبدو مقنعة إلي حد كبير و خاصة بوجود ذلك الرسم الهولغريفي , النظرية الخامسة لا بأس بها علي الإطلاق , و لكن إذا كان لدي الفراعنة كل هذه العلوم المتقدمة فلماذا إندثرت ؟ , و إذا كان لديهم معدات متطورة فلماذا لا يوجد أي آثار لها ؟ , ربما إندثرت علومهم المتقدمة لأن الكهنة كانوا بمعزل تام عن الشعب و أن العلم كان مقصورا عليهم فقط .... في الواقع لم يستطع أحد الإجابه علي أي من هذه التساؤلات حتي الآن...

علاقه الاهرامات بعلم الفلك

ظن الناس منذ فتره ان الاهرامات هي فقط عباره عن مقابر لتحنيط جثث الفراعنه وحفظ ممتلكاتهم الى ان اكتشف البلجيكي روبرت بوفال سنة 1979 عندما قرأ كتاب عن الطقوس الدينيه لقبائل الديغون ( (
The Sirius Mystery
حيث اعتادوا على الاحتفال كل 50 سنه تقديسا لهذا النجم.
وتبين بالأرصاد الفلكيه ان لهذا النجم رفيق عباره عن قزم ابيض يدور حوله كل 50 سنه وتستحيل رؤيته بالعين ولم يشاهد الا بالمراصد الفلكية الدقيقه .
لذلك اهتم بوفال بالآثار القديمه وخصوصا الفرعونيه وتوقع انه يكتنفها العديد من الأسرار, وعند دراسته لأهرام الجيزه الضخمه (خوفو , خفرع , منقرع او منكاورع) وجد انها عباره عن نقل لصورة نجوم النطاق او (حزام الجبار) وهي عباره عن ثلاثة نجوم مصطفه في السماء. وعند رصده لهذه النجوم وجد ان لمعان نجم (دلتا الجبار) يقل لمعانه عن النجمين الآخرين و ايضا ينحرف عن مستواهما وعندما اخذت صوره للأهرام من الجو وجد ان هرم منكاورع يقل حجما من الهرمين الآخرين اضافه لإنحرافه عن مستواهما وبذلك بدت الصوره مطابقه بشكل مذهل لنجوم حزام الجبار مما يدل على انهم نقلوا صورة النجوم الى الاهرامات, و يستدل على ان الموضوع ليس مصادفه من خلال ان الاهرامات الثلاثه تقع غرب نهر النيل و نجوم النطاق تقع غرب نهر المجره (الحزام المجري) وهي الحزمة الضبابيه التي تقطع السماء من الشمال الى الجنوب تماما.وايضا اكتشفوا ان الاهرام بنيت بهندسة غاية في الدقه حيث ان زاوية وموقع هذه الاهرامات نسبة الى نهر النيل تتناسق تماما مع زاوية نجوم النطاق نسبة الى نهر المجره مما يدل على ان نهر النيل هو انعكاس لنهر المجره. وقد حدث هذا التطابق قبل 10500 عام حيث كانت درب التبانه تشاهد وكأنها تقطع السماء من الشمال الى الجنوب مثل نهر النيل مما دفع الفراعنه لبناء اهرامات الجيزه بهذا الشكل.ولقد اكتشف علماء الآثار فوهات في الأهرام تبتدأ من غرفة الملك وتنتهي بسطح الهرم, حيث وجدت فوهتين في غرفة الملك خوفو واثنتين ايضا في غرفة الملكه, احدى هاتين الفوهتين في غرفة خوفو تتجه جنوبا بإرتفاع 45 درجه تماما و الأخرى تتجه شمالا بإرتفاع 32 درجه و 28 دقيقه, اما فوهات الملكه فتتجه احداها جنوبا بإرتفاع 39 درجه و نصف والأخرى شمالا بارتفاع 39 درجه. وقد ظن علماء الآثار ان هذه الفوهات هي عباره عن مسالك للتهويه و لكن ذلك لم يقنع عالم الآثار المصري ( ألكسندر بدوي ) اذ احس ان اهمية هذه الفوهات تحوم حول معتقدات شعائريه ودينيه حيث اكتشف الباحثون داخل هرم خوفو متونا تدل على ان الفرعون الذي يموت تصعد روحه عبرهذه الفوهه حيث الخلود. لذلك عندما نظر الكسندر خلال هذه الفوهات لم يرى نجوم ذات اهمية فإستعان بفلكية امريكيه تدعى (فرجينيا تمبل) التي درست تغير اماكن النجوم نتيجة ترنح الاعتدالين وهي حركه بطيئة تتغير فيه مواقع النجوم الظاهرية في السماء بدرجه واحده كل 70 سنه فوجدت ان زمن ميلاد الأهرامات اي قبل حوالي 2450 سنه كانت الفوهه الجنوبيه في غرفة الملك خوفو تتجه نحو حزام الجبار او بالأخص نجم (زيتا الجبار) والغريب بالأمر ان الهرم نفسه يطابق موقع هذا النجم, مما يدعم نظرية ان بناء الاهرامات تتطابق مع نجوم النطاق, و ايضا تتجه الفوهه الشماليه الى نجم الفا التنين (الثعبان) الذي كان النجم القطبي زمن الفراعنه وقد تغير موقعه بسبب الحركه الترنحيه للأرض.
وقد وجد الباحثون ان الفوهة الجنوبيه في غرفة الملكه تتجه نحو نجم (الشعرى اليمانيه ) , والفوهه الشماليه في غرفة الملكه فتتجه الى نجم بيتا الدب الأصغر(كوشاب) وهو ألمع الفرقدين.
وليس أهرام الجيزه فقط التي تصور السماء بل ايضا الأهرامات الأخرى كهرم ابو رواش الذي يقع شمال الجيزه يمثل نجم كابا الجبار وهرم زاوية العريان الذي يمثل نجم غاما الجباروهو ما يسمى عند العرب بــ( الناجذ) و الهرم الأحمر الذي يمثل نجم الدبران وايضا الهرم المنحني الذي بجانبه ويمثل نجم (ابسلون الثور) او مايسمى عند العرب بــ (القلائص(. وايضا مما ادهش علماء الاثار عند دراستهم للاهرامات المصريه التالى : (الجهات الأربع لهرم خوفو يتجه الى الجهات الرئيسيه الأربع بشكل غايه في الدقه تفوق دقة اتجاه بعض المراصد العالميه -اذا قسمناالمسافه بين هرم خوفو ومدينة بيت لحم على الف سيكون الناتج 2138 وهو عدد السنين التي سبقت ميلاد النبي عيسى عليه السلام اثناء بناء الأهرامات- اذا قسمناالمسافه بين هرم خوفو ومدينة بيت لحم على الف سيكون الناتج 2138 وهو عدد السنين التي سبقت ميلاد النبي عيسى عليه السلام اثناء بناء الأهرامات- نسبة مجموع وزن حجارة الهرم الى كتلتها يماثل نسبة مجموع وزن الأرض الى كتلته
-الظل الساقط من هرم خوفو يتحرك في كل يوم مقدار درجه واحده( بسبب انتقال موقع الشمس الظاهري في كل يوم مقدار درجة واحده), ولو حسبنا مقدار هذه الدرجات لوجدنا ان الظل يكمل 365 مره في السنه وهو عدد ايام السنه الشمسي)

ولا تزال الاهرامات المصريه مليئه بالاسرار التى لم تكتشف بعد .

.



الرجاء تقييم المدونه