جثه فرعون |
جثة فرعون موسي المعجزة الإلهية محفوظة بواسطة التحنيط في المتحف المصري، تلك الآية جاءت تصديقا لقوله تعالي: "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون" (92 ــ يونس).. وتفسير قوله تعالي "لمن خلفك" تعني في تفسير ابن كثير جـ2 ص431 والألوسي جـ11 ص183 أي تكون لبني إسرائيل دليلاً علي موتك وهلاكك ومن المسلم به كما يؤكد رشدي البدراوي في كتابه عن "فرعون موسي" أن جثة فرعون لفظها البحر علي الضفة الغربية، ولو كانت علي الضفة الشرقية لمثل بها بنو إسرائيل..
من هو فرعون موسي؟ القرآن الكريم قال في سورة يونس الآية (92): "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون" وهذا يعني أن فرعون موسي نجا ببدنه وجثته وبقي آلاف السنين بعد تحنيطه ليراه الناس في عهد موسي وعيسي ومحمد صلوات الله عليهم جميعا وحتي الآن لأنه عبرة، ولولا التحنيط لما بقيت هذه الجثة آلاف السنين لتأكيد صحة الخطاب القرآني وأنه لكل زمان ومكان، ويمكن القول أيضا أن مومياء فرعون موسي الباقية والمعروضة بالمتحف المصري الآن.. معجزة
بعد نقل مومياء رمسيس الثاني قام خبير الآثار إبراهيم النواوي عام 1902 بفك اللفائف لمعرفة مايوجد تحت اللفائف وهل هناك مجوهرات أو تمائم. والذي حدث أن اليد اليسري للملك رمسيس الثاني ارتفعت إلي أعلي بمجرد فك اللفائف. وهي فعلا تبدو لافتة للنظر بالنسبة لغيرها من المومياوات فاليد اليسري مرفوعة وهو وضع غير مألوف بالنسبة للمومياوات الأخري التي بقيت أيديها بعد فك اللفائف مطوية في وضع متقاطع فوق صدورهم كما هو واضح من مومياء مرنبتاح. ومما قاله أحد علماء الآثار بعد مشاهدته المومياء: عجيب أمر هذا الفرعون الذي يرفع يده وكأنه يدرأ خطراً عن نفسه..
طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينات استضافة مومياء فرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية .. فتم نقل الجثمان لفرنسا..
وبعد وصولها حُملت مومياء فرعون إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي.. ليبدأ أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح في دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها ، وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء هو البروفيسور موريس بوكاي ..
اهتم البروفيسور موريس بمحاولة اكتشاف كيف مات هذا الملك الفرعوني ، وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت النتائج النهائية .. لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقا ، وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا ، ثم أسرعوا بتحنيط جثته..
لكن أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر !
كان البروفيسور يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة ، حتى همس أحدهم في أذنه قائلا : لا تتعجل .. فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء
ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر واستغربه.. فقال له أحدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق.
فازداد ذهولا وأخذ يتساءل: ( كيف ذلك ؟؟ هذه المومياء لم تُكتشف إلا في عام 1898، وقرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟؟ فكيف حصل قرآنهم على هذه المعلومات؟؟
هل يعقل هذا؟؟؟ البشرية جمعاء - وليس العرب فقط- لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط.. فكيف لهم بالأخبار؟؟)
جلس موريس ليلته محدقا بجثمان فرعون يفكر بإمعان عما قاله صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق .. بينما كتابهم المقدس يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لموسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه..
وأخذ يقول في نفسه: هل يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون الذي كان يطارد موسى؟ وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام؟
لم يستطع موريس أن ينام ، وطلب أن يأتوا له بالتوراة ، فأخذ يقرأ في التوراة قوله : (فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد )..
وبقي موريس بوكاي حائراً .. فحتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة..
بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء ، ولكن موريس لم يهدأ له بال .. فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد المسلمين لمقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين..
وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق.. فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى: (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.. وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون)..
لقد كان وقع الآية عليه شديدا.. ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته : (لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن)...
رجع موريس إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم ، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن، ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى : (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد( ..
كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا ، لقد كان عنوان الكتاب : (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة)
فماذا فعل هذا الكتاب؟
من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية إلى العربية والإنجليزية والإندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والأردية والكجوراتية والألمانية لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب
ولقد حاول ممن طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردُّوا على هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان . وآخرهم الدكتور وليم كامبل في كتابه المسمى : (القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم) ، فلقد شرّق وغرّب ولم يستطع في النهاية أن يحرز شيئاً
بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز رداً على الكتاب ، فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة .. أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ
==================================
يقول موريس بوكاي في مقدمة كتابه (لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في لبداية , فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعات شديدة التنوع , ومطابقتها تماما للمعارف العلمية الحديثة , وذلك في نص قد كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا..!
كشف الدكتور موريس بوكاي في كتابه القرآن والعلم الحديث عن تطابق ما ورد في القرآن الكريم
بشـأن مصير فرعون موسى بعد إغراقه في اليم مع الواقع المتمثل في وجود جثته إلى يومنا هذا آيةً
للعالمين حيث قال تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ ءَايَاتِنَا
لَغَافِلُونَ ﴾ (يونس:92). يقول الدكتور بوكاي : "إن رواية التوراة بشأن خروج اليهود مع موسى عليه
السلام من مصر تؤيد بقوة الفرضية القائلة بأن منبتاح خليفة رمسيس الثاني هو فرعون مصر في زمن
موسى عليه السلام ، وإن الدراسة الطبية لمومياء منبتاح قدمت لنا معلومات مفيدة أخرى بشأن
الأسباب المحتملة لوفاة هذا الفرعون. إن التوراة تذكر أن الجثة ابتلعها البحر ولكنها لا تعطي تفصيلا
بشأن ما حدث لها لاحقاً. أما القرآن فيذكر أن جثة الفرعون الملعون سوف تنقذ من الماء كما جاء في
الآية السابقة، وقد أظهر الفحص الطبي لهذه المومياء أن الجثة لم تظل في الماء مدة طويلة ، إذ أنها لم
تظهر أية علامات للتلف التام بسبب المكوث الطويل في الماء."و قد ذكر الشيخ عبد المجيد الزنداني أن
الدكتور موريس أخبره في مقابلة معه أنه أحد الأطباء الذين قاموا بالكشف على جثة فرعون فوجدوا فيها :
1- آثار الموت غرقاً .
2- آثار ملح ماء البحر.
3- أظهرت أشعة X تكسير العظام دون تمزق الجلد واللحم مما يدل أن كسر العظام كان بسبب ضغط الماء.
ويبين الدكتور بوكاي وجه الإعجاز في هذه القضية قائلاً : "وفي العصر الذي وصل فيه القرآن للناس عن
طريق محمد صلى الله عليه وسلم ، كانت جثث كل الفراعنة الذين شك الناس في العصر الحديث
صواباً أو خطاً أن لهم علاقة بالخروج، كانت مدفونة بمقابر وادي الملوك بطيبة على الضفة الأخرى للنيل
أمام مدينة الأقصر الحالية . في عصر محمد صلى الله عليه وسلم كان كل شئ مجهولاً عن هذا الأمر
ولم تكتشف هذه الجثث إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبالتالي فإن جثة فرعون موسى التي
مازالت ماثلة للعيان إلى اليوم تعد شهادة مادية في جسد محنط لشخص عرف موسى عليه السلام،
وعارض طلباته ، وطارده في هروبه ومات في أثناء تلك المطاردة ، وأنقذ الله جثته من التلف التام ليصبح
آية للناس كما ذكر القرآن الكريم". وهذا المعلومة التاريخية عن مصير جثة فرعون لم تكن في حيازة أحد
من البشر عند نزول القرآن ولا بعد نزوله بقرون عديدة ، لكنها بينت في كتاب الله على لسان النبي
الأمي ، مما يشهد بأن مصدر هذا العلم هو الوحي الإلهي .